عميد في الاحتياط: "استقالة فياض خطوة تكتيكية ومناورة لإحراج حماس"
ترجمة عكا- اعتبر العميد في الاحتياط والباحث في مركز هرتسيليا لدراسة الإرهاب "شالوم هراري"، استقالة سلام فياض من رئاسة حكومة السلطة الفلسطينية في رام الله، بالخطوة التكتيكية، موضحا أنها ليست المرة الأولى التي يقدّم فيها فياض استقالته، وأنه استقال عدة مرات في الماضي إلا أنها لم تُقبل.
وأوضح "هراري" أن مناورة فياض تهدف إلى أن يرى الجميع أنه ليس متمسكا بكرسي الحكم، وليُخبر الآخرين أن حماس وحكومتها بغزة متمسكة بالكراسي، ونقل عن فياض قوله: "أنا أُتيح لأبو مازن أن يأخذ القرار بالشخصية التي يريد أن يعينها في المكان الذي يراه مناسبا".
وادعى العميد في الاحتياط خلال لقاء مع اذاعة الجيش اليوم الأربعاء، أن خطوة فياض تعتبر بمثابة الدعوة لإسماعيل هنية بأن يستقيل، حتى يُرسل رسالة إلى المتحاورين في القاهرة تشجعهم على التوصل لحكومة توافق وطني تعمل على إعادة اعمار غزة.
ورأي الباحث في هرتسيليا أن الهوة بين حركتي حماس وفتح ما زالت كبيرة، مشيرا إلى أنهما تتفاوضان حول خمسة مواضيع من الوزن الثقيل، والتي من ضمنها "اعادة تنظيم صفوف قوات الأمن، واعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية".
وأشار "هراري" إلى أن أبو مازن يحاول أن يستبق الحوار بوضع شروط مريحة لحركة فتح، حين يقول: "أنه ينبغي على كل الأطراف المشاركة في الحكومة ان تعترف بمنظمة التحرير وبالاتفاقيات التي وقعتها المنظمة".
ونوه إلى أن مناورة أبو مازن ترمي إلى أن حماس كحركة ليست مطالبة بالاعتراف بالتزامات منظمة التحرير، ولكن من سيدخل الحكومة من الحركة عليه أن يعترف بهذه الاتفاقيات، وقال: "لذلك هم لا يتحدثون الآن عن إقامة حكومة يغلب عليها اللون الفصائلي، ولكن يتحدثون الآن عن حكومة وفاق وطني تكون حكومة انتقالية، تتكون من أشخاص ليس لهم أي انتماء سياسي لفترة زمنية قليلة حتى تقام انتخابات جديدة في يناير 2010م".
وأضاف "حينها يكون توافق بالإجماع على أن ولاية أبو مازن منتهية، لأنه يوجد الآن خلاف بين حماس وفتح على أن ولاية أبو مازن قد انتهت وفتح تدعي عكس ذلك".
وأكد "هراري" على أنه إذا جرت انتخابات فلسطينية، فإنها ستجري في الضفة الغربية وقطاع غزة، معتبرا أنه وبدون ذلك لن تجري الانتخابات أبدا، لأن فتح ليس لها موطئ قدم في غزة، وكذلك حماس في الضفة، لافتا إلى أن الأوروبيين والأمريكان وضعوا شرطا بأن يكون سلام فياض رئيسا لحكومة الوفاق.
وأوضح أنه لا ينبغي التعامل مع استطلاعات الرأي الفلسطينية التي تُشير إلى فوز حركة على أخرى، أو شخصية من تنظيم على شخصية من تنظيم آخر، مذكّرا باستطلاعات الرأي التي كانت قبل الانتخابات التشريعية التي فازت بها حماس، وهو بخلاف ما كانت تشير إليه استطلاعات الرأي في ذلك الوقت.
ورأى بأن التأييد لحركة حماس في قطاع غزة، ليس كما هو في الضفة الغربية، مبررا ذلك أن الحركة في الضفة مُحاربة من قِبل الأجهزة الأمنية هناك، ولا تسمح لها بتحسين وتنفيذ أنشطتها.
وأشار إلى أنه وبعد الحرب الأخيرة على غزة، أصبح هناك اصطفاف خلف حماس، وأن الحركة بدأت تعمل على إعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل الحرب بأسرع وقت ممكن، وذلك من خلال بسط الأمن والسيطرة على الوضع، وترميم الأنفاق التي تضررت من جديد، لتهريب ما يمكن تهريبه من السلاح والصواريخ والمتفجرات.