أبو عبيدة: الاحتلال بتعطيله لصفقة التبادل يكون قد ارتكب خطأً فادحاً سيندم عليه
بدأت الصحافة الصهيونية تبرز الإخفاقات التي وقع بها جيش الاحتلال الصهيوني في الحرب العدوانية التي شنها على قطاع غزة في نهاية العام الماضي، من خلال نشر التقارير العسكرية والأمنية التي أجراها جيش الاحتلال لتقيم الإخفاق الذي منى به في حربه على غزة، وليبرر ذلك الفشل بعدد من المبررات لعل كان من أبرزها تقرير المؤسسة الأمنية الصهيونية والذي يقول بأن حماس وجناحها العسكري كتائب القسام تمول من قبل إيران بالمال والسلاح برا وبحرا وجوا.
ولمعرفة الصورة من جانبها الآخر وللرد على تلك الاتهامات والمبررات التي يختلقها الاحتلال الصهيوني لتبرير فشله أمام المقاومة الفلسطينية على أرض غزة، ولمعرفة ما آلت إليه مفاوضات تبادل الأسرى، أجرت الرسالة الحوار التالي مع الناطق الإعلامي باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام.
استعدادات القسام
قائد الاستخبارات العسكرية الصهيوني "عاموس يدلين" قال أن حماس غير معنية في هذه الأوقات بأي تهدئة، ردكم في كتائب القسام على ذلك؟
نحن كمقاومة فلسطينية نحدد أولوياتنا وخياراتنا داخلياً وفق ما تقتضيه مصلحة شعبنا الفلسطيني في كل مرحلة وحسب تكتيكاتنا ورؤيتنا العملياتية والإستراتيجية، وبناءً عليه فليقل العدو الصهيوني ما يشاء، فكل ذلك يبقى في إطار التخبط الداخلي لدى الاحتلال والتكهنات والمزايدات التي تدور داخل مؤسساته العسكرية والأمنية، لذلك نحن لسنا معنيين كثيراً أن نرد على مثل ما يصدر عن هؤلاء المجرمين.
الاحتلال يقول أن حماس مستعدة للتوقيع على اتفاق مع مصر تتعهد بموجبه بمنع تهريب السلاح، لأنها في الحقيقية تهرب سلاحها بشكل غير علني عبر الأنفاق؟ تعليقكم على ذلك؟
أولاً لا نقبل بمصطلح تهريب السلاح، لأن السلاح الذي يصل للأيدي الطاهرة الشريفة المقاومة للاحتلال الصهيوني ليس سلاحاً مهرباً بل هو من مقتضيات عزة وكرامة وشرف هذه الأمة، ثانياً: نحن لم ولن نوقع اتفاقاً مع أي طرف نتعهد بموجبه بوقف المقاومة أو ما من شأنه أن يؤثر سلباً على مسيرة المقاومة على أرض فلسطين.
أيضاً الاحتلال الصهيوني يقول بأن القسام تعد نفسها لمواجهة مقبلة من خلال التزود بعناصر قوة لم تكن موجودة في الحرب الأخيرة كالصواريخ بعيدة المدى وصواريخ مضادة للطائرات؟ هل هذا صحيح؟
من حقنا أن نعدّ أنفسنا لأي مواجهة قادمة مع ذلك العدو المجرم ونحن نستفيد من تجاربنا التي نخوضها، وما دام الاحتلال الصهيوني يعتدي على شعبنا الفلسطيني ويصعّد من عدوانه وإجرامه فمن واجبنا كمشروع مقاومة أن ندافع عن أرضنا وأهلنا بكل الوسائل المتاحة أو التي يمكن أن نوفّرها ، أما الحديث عن أنواع معينة من السلاح ووسائل بعينها فهذا يبقى في إطار توقعات العدو الصهيوني ولا ردّ لدينا على ذلك.
التمويل المالي والعسكري
الاحتلال يزعم أن أغلب تمويل حماس يأتي من إيران فهي تمدها بالسلاح والمال براً وبحراً وجواً، أنتم من أين تأتون بالسلاح الذي تقاومون به؟ ومن أين تحصلون على الدعم المالي؟
الادّعاء بأن أغلب تمويلنا المالي واللوجيستي من إيران هو ادّعاء ظاهر البطلان وغير منطقي وغير واقعي، نحن أغلب تسليحنا هو داخلي من خلال ما تقوم بصناعته أيدي مجاهدينا فهي التي تصنيع أسلحتنا التي نقاوم بها الاحتلال الصهيوني، إضافة إلى أن دعمنا المالي وغيره يأتي من كل أحرار العالم ومحبي فلسطين وداعمي القضية الفلسطينية من أقصى الأرض إلى أقصاها.
هل لديكم القدرة في كتائب القسام على مواجهة أي حرب أو عدوان جديد قد يقدم عليه الاحتلال الصهيوني على قطاع غزة؟
بالطبع نحن لدينا أولاً الإرادة والعزيمة والإيمان الذي نحمله في قلوبنا، ثم القدرة والإعداد لمواجهة أي حماقة أو عدوان صهيوني قادم، لأننا في كتائب القسام مشروع مقاومة ولسنا مشروع استسلام لهذا العدو المجرم، والخيارات أما شعبنا الفلسطيني المجاهد محدودة إما المقاومة وإما الاستسلام ولا يوجد طريق ثالث ما دام العدوان قائم والحصار والإجرام مستمر، ونحن ومعنا غالبية شعبنا الصابر ننحاز إلى الخيار الذي أثبت أنه الأجدى في التعامل مع الاحتلال الصهيوني وهو المقاومة.
صفقة التبادل
رأينا في الآونة الأخيرة عدة جولات من المباحثات التي تجري بينكم وبين الاحتلال الصهيوني بوساطة مصرية للتوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى، هل لك أن تطلعنا إلى أين وصلت تلك المباحثات؟
حقيقةً لا يوجد أي جديد حتى الآن مما يمكن إعلانه لأبناء شعبنا الفلسطيني وللأسرى الأبطال وذويهم على وجه الخصوص، ونحن في كتائب القسام عند شروطنا التي أعلنها للاحتلال الصهيوني والتي يعلمها جيداً وسنبقى على عهدنا مع أسرانا الأبطال في سجون الاحتلال الصهيوني وذويهم وكل أبناء شعبنا الفلسطيني المجاهد في حمل قضية الأسرى ووضعها على رأس أولوياتنا في كل مرحلة بإذن الله تعالى.
لماذا نسمع بين الفترة والأخرى أن مباحثات التبادل قد وصلت إلى طريق مسدود؟ ومن الذي يتحمل تلك النتيجة؟
الذي أوصل صفقة تبادل الأسرى إلى هذه النتيجة هو الاحتلال الصهيوني، بعد التعنت المستمر وعدم الاستجابة بشكل كامل لشروط المقاومة الفلسطينية التي أعلنتها للجميع، وبذلك يكون العدو الصهيوني قد ارتكب خطأً فادحاً في هذه القضية وسيندم عليه، مكرراً بذلك أخطاءه السابقة في صفقات التبادل.
هل نستطيع أن نقول بأن صفقة التبادل قد وصلت فعلاً لطريق مسدود وهل أغلقتم ملف الجندي الأسير جلعاد شاليط؟
إن المفاوضات بهذا الشأن (تبادل الأسرى) لم تصل إلى نتيجة نهائية مقبولة من طرفنا، لذلك فإن هذه المفاوضات لم تنته إلى نتيجة نهائية، وأقول من جديد شروط صفقة التبادل واضحة، ولن يطلق سراح الجندي الصهيوني الأسير لدينا إلا بعد أن تلبى شروط المقاومة الفلسطينية في هذه القضية.