ذات يوم طلب أحد الأساتذة من طلابه أن يحضر كل منهم كيسا نظيفا وعندما نفذوا ماأمرهم به
طالبهم بأن يضعوا في هذا الكيس ثمرة بطاطا عن كل ذكرى سيئة لا يريدون محوها من ذاكرتهم
وأن يكتبوا على كل ثمرةالموقف السيىء وتاريخه وبالفعل قام الطلاب بعمل ماأمرهم به الأستاذ
وأصبح لدى كل منهم كيس لابأس به حينها طالبهم الأستاذ ألا يتركوا هذا الكيس أبدا فهو معهم في
حلهم وترحالهم نعم هو معهم في غرفة النوم والسيارة والسوق !!
وماأتعس من يحلمون كما كبير من الذكريات المؤلمة ترجموها الى حبات بطاطا أرهق كاهلهم
حملها بعدما تعبت منها نفوسهم وصارت البطاطا عبئا ثقيلا فهم يهتمون بها طول الوقت خشية
نسيانها وبطبيعة الحال تدهورت حالة البطاطا وأصبح لها رائحة كريهه مماجعل حملها شيئا غير
لطيف فلم يمر وقت طويل حتى كان كل واحد منهم قد قرر أن يتخلص من كيس البطاطا بدلا من أن
يحمله في كل مكان يذهب إليه .
إن النسيان نعمة تستحق الشكر ودفن السيء من الذكريات هو أفضل ما يعيننا على العيش بسلام
إن حمل تجاربنا الحزينة معنا أينما حللنا لهو شيء مؤسف صعب والأصلح هو النسيان والتجاوز
والتسامح والتغافر ألق عن كاهلك ذلك الثقل الروحي الرهيب الذي خلفته تجاربك الشخصية الغير
موفقه تعلم مهارة النسيان ونظف أرشيف عقلك باستمرار لا تحتفظ فيه إلا بالجميل من الذكريات
أما المؤلم منها فاقطف منه العبرة والحكمة وألقه في سلة المهملات
(أحب أن أنسى ولكن أين بايع النسيان ......؟!