لقدس -معا- ذكرت "مؤسسة
الأقصى للوقف والتراث " في بيان لها اليوم أن ما يُطلق عليه جماعة
"الحريديم" اليهودية المتدينة، أخذت بالإنضمام الى الجماعات اليهودية
الأخرى ، التي تقوم بإقتحامات متكررة للمسجد الأقصى وتدنيسه ، من خلال
محاولات أداء بعض الشعائر الدينية اليهودية والطقوس التلمودية داخل المسجد
الأقصى ، وقد رصدت " مؤسسة الأقصى خلال الفترة الأخيرة إقتحامات محدودة
لهذه الجماعات ، ولكن ظهر مؤخراً أن هذه الجماعة "الحريدية" بدأت تزيد من
عدد أفرادها الذين يدنسون المسجد الأقصى المبارك ، في حين كانت مثل هذه
الجماعة تنفي دخولها وإقتحامها للمسجد الأقصى، قائلة ان مثل هذه الدخول
ممنوع .
أوساط في الجماعات اليهودية التي تعمل على تنظيم إقتحام
وتدنيس الأقصى ، باركت خطوة جماعة "الحريديم" واعتبرتها سابقة مهمة في هذا
المضمار وقالت " مؤسسة الأقصى للوقف والتراث " أنه نادراً ما كان أفراد
هذه الجماعة ما يقتحمون المسجد الأقصى ، لكن لوحظ أن هذه الجماعة بالذات
نشطت في إقتحام المسجد الأقصى وتدنيسه بجماعات يتراوح عددها بين 4-30
شخصاً ، بعد الأحداث الأخيرة التي شهدها المسجد الأقصى المبارك ، وإحباط
مخططات الجماعات اليهودية إقتحام المسجد الأقصى خلال ما سمي بالأعياد
اليهودية .
واضافت " مؤسسة الأقصى للوقف والتراث" ، أن هذه الجماعة
"الحريديم" تتميز بلباسها الخاص ، ويعرف تواجد اعداد كبيرة منهم في مدينة
القدس ، وعادة ما يرافقها أحد "الحاخامات" اليهود الذي يقوم بتقديم شروح
عن الهيكل المزعوم ووجوب التسريع ببنائه ، خلال قيامهم بإقتحام المسجد
الأقصى .
في سياق متصل فقد بدأت جماعات تطلق على نفسها "حركة
بناء الهيكل" بتوجيه ونشر دعوات الى المجتمع الإسرائيلي بتنظيم أيام
دراسية ومحاضرات تحت عنوان "الصهيونية وجبل الهيكل" ، ودعت الى تضمين
الأيام الدراسية هذه الحديث عن المسجد الأقصى على أنه " جبل الهيكل " ،
والحديث عن أعمال دائرة الأوقاف في المسجد الأقصى على انها " تخريب "
للآثار في المسجد الأقصى ، بالإضافة الى الحديث عن الفتاوي التي تدعو الى
إقتحام المسجد الأقصى وإقامة الشعائر الدينية اليهودية والتلمودية ، وبحسب
ما جاء في إعلانات الجماعات اليهودية ، فإن من المهم تنظيم مثل هذه الأيام
الدراسية والمحاضرات لإستقبال ما يطلقون عليه " عيد الحانوكاه " – " عيد
الشمعدان " ، والذي يوافق تاريخه اواسط الشهر المقبل ، وهو العيد الذي
يرتبط بحسب إدعائهم بجبل الهيكل – وهو الإسم الباطل الذي يطلقه اليهود على
المسجد الأقصى المبارك – في معنى تضميني وتضليلي وكأن المسجد الأقصى بُني
مكان الهيكل المزعوم .
وفي حديث مع الشيخ عزام الخطيب – مدير دائرة
الأوقاف الإسلامية في القدس – قال : " نحن نشهد استمرار دخول المتطرفين
اليهود الى المسجد الاقصى ، وان اختلفت اسماؤهم أو ألبستهم ، وأي متطرف
يهودي يدخل الى ساحات المسجد الأقصى ، فهو يدخل تحت حماية الشرطة
الإسرائيلية ، ودون تنسيق ودون موافقة او معرفة من دائرة الأوقاف
الإسلامية ، ونحن نرفض قطعا دخول هؤلاء المتطرفين الى المسجد الأقصى ،
ومثل هذه الجماعات تعلن دائما إستهدافها للمسجد الاقصى المبارك ، وأخيراً
نسأل الله الحماية والحفظ للمسجد الأقصى المبارك " .
من جانبها
قالت "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث " :" إننا ما زلنا ندعو أهلنا الأحباب
في القدس الشريف وفي الداخل الفلسطيني الى الرباط الدائم في المسجد الأقصى
المبارك ، وإداء الصلوات الخمس في المسجد الأقصى ـ وتكثيف شدّ الرحال الى
اولى القبلتين ، مذكرين أن "مؤسسة البيارق لإحياء المسجد الأقصى المبارك"
ما زالت تسيّر يوميا الحافلات عبر " مسيرة البيارق " من قرى ومدن الداخل
الفلسطيني لرفد المسجد الأقصى بأكبر عدد من المصلين ، في حين ما زالت "
مؤسسة الأقصى للوقف والتراث " تنظم دروس وحلقات العلم الصباحية اليومية في
المسجد الأقصى ، والمسائية في أيام الثلاثاء من كل أسبوع ، كل ذلك عملا
وسعيا لحفظ المسجد الأقصى المبارك " .
واضافت : " إنّ كل ما نراه
ونشهده من مخططات إقتحام وتدنيس الأقصى ، وتصاعد الجماعات اليهودية في ذلك
، انما يدلل على ان هناك إجماع ديني وقومي يهودي لإستهداف المسجد الأقصى
وإقامة الهيكل المزعوم على حساب المسجد الأقصى ، ما يعني بلا شك أنه من
واجب الوقت تكثيف التواجد والتواصل والرباط والصلاة والإعتكاف في المسجد
الأقصى المبارك في كل وقت وحين " .