للاحكام ضرورة / شعر عصري مفارجة
قالوا لكـلّ ضرورة أحكــــامها *** فتحمّلــوني إنّ لي أحكــامــا
حظّي تعيس قلت:تلك ضرورة *** ليس التعيس بفاعــل إجرامــا
أفـقي به ظلمـاء, قلت غباشـة *** حامتْ على عيني فحال ظلاما
قلـب طواه البعد قلت: نصيبه *** كم عاشقـــا ذاق الفراق فهامـا
المـال قاطعني فقـلتُ : كفيتني *** بخلا, أرى المتقـشّفين كرامــا
الحزن حطّ رحالـه في مهجتي *** و بنى عليّ من الأسى أهرامــا
قلت الهموم سحابة قد تنجلي *** إن لم تدمْ شهرا تدمْ أيــامـــا
لكنّهــا اتخذتْ ضلوعي موطنا *** واستعذبتني في الجراح مقـامـا
***
قالــوا:لكـل ضرورة أحكـامها *** وأنـا أقــول: كفـاكــمُ أوهـاما
أين الضرورة من لباس عبـاءة؟ *** تخفي الضلال وتدّعي الإسلاما
شيخ قد اتخذ الفتاوى شهــرة *** فمضى يحرّم أو يحـلّ حرامــا
ما للضرورة في التوجّع والنوى؟ *** بين الأحبّـة إن يكـون وئامــــا
هل للأخوة و الخلاف ضرورة؟ ***أم انّ من شــيم الإخاء خصامـا
أم صاحب حسد النجاح بخلّه *** لؤما فأكظــم صـدره إيـــلامــا
***
ماذا الضرورة في تعالي جهّل ؟ *** وعلى التواضع قد رأيت عظاما
و تبجّــح ألفــى نقاشـا قيّمــا *** و شتيمة كادتْ تكــون سلامـا
و من الحقيقة ما يكون نذالــة *** و من النفــــاق يزيدنا إكرامــا
ذو الجاه صدّيق ولو فينا ادّعى ***متقــوّلا: رمضـان ليس صيامـا
أما العديم و جاره كذبوا و لـو *** سكتوا فإنّ من السكوت كلامـا
وارى المكـارم لا تفـارق ميسرا ***وارى الأذى للمعسرين لزامـــا
يا قـومُ,إنّي في المساوئ غارق ***أدري و لكنْ- مثلكم- أتعامى
العيب فيمن ليس معترفــا به *** وأنا اعترفتُ لكم ولستُ ملاما