لم اكن اصدق ان هنالك قبور للاحياء الا بعدما مت في تلك القبور ,لم اكن اعلم ان الانسان يموت حيا فيموت او يحيا داخل هذه القبور المظلمة,نعم اتذكر ذلك القبر جيدا ذو الجدران المظلمة ,اتذكر الباب الحديدي الصامت الشاهد على الاف من الذين يموتون احيائا ,لكن قد تستغرب انك ميت على قيد الحياة فانت تاكل ولا تشعر بانك تاكل .تنام ولا تشعر انك تنام , نعم اتذكر ذلك المرحاض الكريه الذي كنت انام بجانبه , اتذكر حين كانت امنيتي الوحيدة ان ارى الشمس ولو للحظة ,نعم اتذكر مرارة الزنازين والتحقيق ,شبح لمدة ساعات طويلة على كرسي صغير , ولا انسى عتمة ذلك القبر حيث كان في سقفه ضوءا خافتا ما زالت عيناي تتالم منه ولكن كان بالنسبة لي مصدر املي فاملي كان ان ارى النور , نور الشمس , اتذكر قساوة التحقيق والمحقق والسجان , اتذكر ولا انسى كيف كنت وحيدا في يد الظلمة والظلام , اتذكر وللاسف كيف يحاول بعض العملاء من شعبنا ان ياخذ مني ما لم ياخذه المحققون ,نعم مت ثلاثين يوما في زنازين العدو وقبل ان انسى اتذكر اني صبرت وصمدت رغم التعذيب النفسي والجسدي والحرمان وقساوة السجان
بقلم wes-der وهي تجربة حقيقة عايشتها قبل ما يقارب العامين في زنازين عسقلان