سترجع يوما
دعاني الحوار ولم أك اعلـمْ *** بأن كلامـك كالصمت مبهمْ
تشوّق سمعي لصوتك فاهمس*** بإذني ولو بالحديث المغمغمْ
كأنك تخفي من القول شيئا *** تسـرّ و مثلي بحالـك يعلـمْ
رجوتك بحْ لي بهمّك إني *** أراك كأنّــك تمضـغ علقـمْ
أحاور فيــك صدى باهتــا *** من البوح حتى ظننتك أبكمْ
أجبني فإني أكذّب عينـي *** أأنــت الانيس وذاك المتيّـمْ
فأين الحديث الرقيق الذي *** يداعب سمعي كلحن ترنّم
وأين محيّــاك ذاك البهيّ *** يطــلّ علـيّ كفجـر تبسّـمْ
ودفؤك حين تعانق صدري *** و لمس يديـك الحرير المنعّمْ
وأنفاس ثغرك فـي ملئــه *** يفـوح بوجهـي كزهر تنسّمْ
أيا بسمة سكبتْ في عروقي *** أذابت همومي كقطرة بلسمْ
اجبني:لماذا أراك حزينا *** وفي ناظريك الهوى يتلعثمْ
و همسا غريبا على شفتيك *** كأنّــك تحلــم أو تـتوهــمْ
أقرّب منك و أمعن فيـك *** كأنّك من خلف صوت ملثّمْ
تقلب في الصمت طرفا لماذا *** أما حان دورك أنّ تتكــلّمْ
عذابك لم احتمله طويلا *** ألا ارحم فؤادي فكم يتألّم!
فاسمعني أسفـا و اعتذارا *** واخفض جبهته ثم تمتــمْ
أنا لا أحبّك سامح فؤادي *** ولا أشتهيك كما كنت تفهمْ
وقال كثيرا و لكـن نسيت *** كأني بغيبوبة كنت أحلمْ
تكسّر فـي داخلي أمــل *** وحبّ كأّنّ زجاجا تحطّمْ
وأحسست في خافقي غربة *** وفي وحدة كالصغير الميتّمْ
وأفـق بعيد بعيد مخيف *** وصبح قد اصفرّ حولي وأظلمْ
وناس يمرون أشباه بعض *** أمامي كغيــم مشى وتلملمْ
وغادرته بين سؤل ونجوى *** وصورته في خيالي المهشّمْ
أتخرجُ مني وترحل عني *** وتصبح ملكا لغيري وأعدمْ
نعم سوف أرحل عنك ولكن *** سترجع يوما إليّ وتندمْ
نعم سوف أنساك يا حلما *** تهاوى مثل البناء المهدّمْ
وداعا وداعا و لكنْ يقيني *** بانّ هواك لغيري محرّمْ
عضو في اتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينين وحاصل على جائزة " أمير الابداع " في جريدة مراسينا الادبية التي تضم اكثر من مئة شاعر و كاتب