من أكثر النقاط التي شهدت تضاربا في الاراء والأنباء هي " نصرة غزة " .. وإن كانت معركة الفرقان أظهرت العناوين السياسه كولاء لنهج المقاومة او براء منها .. لكن تبقى المضامين بعيده عن الأعين يصعب ادراكها الا على قارئ بدقة ..
الإشكالية الأولى لدينا هي - وعلى عكس ما يفترض ان يكون - مزايدة البعض والبعض الآخر على دور الشعوب .. رغم اننا في زمننا العجيب نعلم بديهيا انها منفصلة تماما عن حكوماتها
لكن يبدأ اللبس والحبال المعقدة عندما ندخل في مرحله البلاد التي ناصرت غزة بمواقف سياسية رسميه واخرى لم تفعل .. هنا بدأت " عاطفية " العرب ترفع هؤلاء وتضع هؤلاء ومعهم شعوبهم على ذات النسق ..
فلدينا من يثمن موقف قطر وسوريا وايران وتركيا وفنزويلا وعلى الجانب الاخر يلوم غيرها ويقحم الشعوب في المعادلة التي هم براء منها سلبا او ايجابا ..
والادهى ان تتحول المواقف السياسيه التي سمعنا بها الى تشريح دقيق متناسين ان مجرد حدوثها يعتبر انجازا كبيرا حتى لو كانت مجرد جعجعه وحتى لو كانت بلا عمل وحتى لو كانت من بلاد تمد يد العون باليمنى وتخبئ اسلحة العدو في اليسرى ..
عاطفيتنا التي قد تصل لحد السذاجة تجعل من هكذا امور خنادق توقع ألسنه الشعوب بعضها بعضا .. علاوة عن كونها تسفر عن قصور شديد في الوعي العربي والاسلامي بقضاياه .. ماله وما عليه وما يقع في حيز المداراة وما يقع في حيز النفاق والتفريق بينهما .
ثم تأتي المرحله الأشد .. وهي تشريح مواقف هؤلاء الساسه وتخمين مالهم من مصالح ومقاصد وراء افعالهم وانها ليست " لله او لأجل غزة وأهلها "
وتعود عطفيتنا من جديد للظهور على السطح ..
أوَ يظن احد القائلين بذلك ان من يناصرون غزة بالخطابات السياسة يناصروها فعلا بالسلاح ؟؟!!!!!! واهمون
أو يظن احدهم ان حماس من الغباء لدرجة ان تضع قضيتها بيد من له مصالح عليا .. وفوق ذلك قد ينقلب في صفوف الخصوم في أي لحظة
او يظن اخرون ان مجرد صندوق تبرع او خطابات رنانة تعني شيئا حقيقيا في الميدان
ما يجهله الكثيرون ان الميدان كانت فيه غزة .. وغزة فقط
وسلاح المقاومة كان سلاحها فقط وما جاهدت للحصول عليه بجهدها هي ايضا فقط بعد عون الله وقوته ..
وان كل المواقف التي لا تعدو عن كونها حرب خطابات سياسيه فقط .. ليست اكثر من حسابات مصالح لتلك الدول ..
ومن كان فيها ذا نيه حسنه .. فله اجر نيته لكنها ايضا لا تعني انهم سيدفعون بجندهم او سيضحون بمستقبلهم السياسي او تعريفهم الذي سينقل بملفاتهم لادراه اوباما الجديده ..
كلها لا تعدو عن كونها دعما سياسيا حرب مواقف ومصالح .. وحتى من حسن نيته فيها فأكثر ما يستطيعه هو اعمال انسانيه اعماريه
اما اذا جد الجـد .. فغزة والقلوب الثائرة حول العالم .. هم وحدهم في الميدان ..
المعادلة الأكثر أهميـة ان العقول الواعيه من الأمه وبالطبع حماس .. يعلمون ان التعامل مع كل هذه المواقف سواءا من أيد فيها او عارض وصد كلها تدور في محور سياسي يجب ان نضع فيه المصلحه الغزيه اولا حتى لو استلزم ذلك الصبر على خائن يطعن من الظهر ويشد على ايدينا من الامام .. الصلابه او اللين لا تنفع وسط محيطات يترصد كل من فيها للاخر .. المرونه والمحافظه على الثوابت والبقاء على الغاية نصب الأعين .. هو السبيل للخروج من هذه الأمواج سالمين باذن الله .. منتصرين حقيقة عسكريا وسياسيا
ورغم كل ما كتبـته .. اعلم يقينا ان كثيرا من الكلام سيفهم على غير مقصده ..
دمتم بخير
مع تحياتي
اختكم عاشقة القسام