التائه......

التائه


تضطرب الكلمات كلما لمحتك وتأبى الخروج .... لكنها تبقى بحركة عشوائية تطارد في ذهني وترحل من الحاضر نحو الماضي ومن الماضي نحو الحاضر تنقل معها اليأس والأمل والحزن والحب ويسقط منها كل معنى احتجته كي أغازلك به فأعود من جديد للبحث عنها فأتوه في كلمات لا استطيع فهمها كلمات تبدو لي جديدة لعلها ليست هي الجديدة ولكنني أنا الجديد الذي دخل عالما قد غاب عني سنينا طويلة الا وهوعالم الحب الذي يبدو لي غريبا جافا لا أفهم معنى نظراته ... معنى معاناته ... كبريائه...دموعه .... حلاوته ....معانيه القاسية منها واللطيفة. عالم أمسيت فيه أسيرا وأصبحت فيه عاشقا بلا فتاة ... بلا كلمات وكأن الكلمات تأبى الاقتراب مني ربما لانني دخيل تائه عاشق من غير مجتمعها المتسلط الذي استولى على كل الكلمات ... على كل معاني الحب وترك لي كل معاني الاسى والمعاناة وتركني أطارد فتاة ليس لها وجه ... ليس لها بسمة ... ليس لها عيون.. ليس لها جسد... أي فتاة هذه ؟ أهي من جنس البشر! لا وانما فتاة رسمتها في ذهني من خيالي المعتق الذي بات كاسدا قد أحاطته طبقة من غبار الماضي وجعلت الكلمات محبوسة تمنعها من الخروج لتكون لي فتاة حقيقية أتعايش معها وأبادلها كل معاني الحب التي بحثت عنها زمنا طويلا , فلماذا حكم علي بأن أكون رجلا غريبا يعيش في العصور القديمة بالكلمات الجافة والخشنة القاسية , فلا تحزني علي ان كنت قد توقفت عن الكلام فلست أنا الذي تبحثين عنه فاتركيني بصمتي وارحلي الى من يحمل لك الكلمات الجميلات ... .