في عيد ( فالنتاين )
بحثت يا حبيبتي عن وردة حمراء
أرسلها سفيرة عني
بعيد عشق العشاق
فلم أجد في السوق أي وردة
حمراء .. أو بيضاء .. أو صفراء ..
لأن كل الورد في الأسواق
ـ كما يقول بائع الأزهار ـ
قد اشترته شعبة المباحث ،
لزوجة الخليفة الرشيد ! ! ...
ـ 2 ـ
في عيد ( فالنتاين )
أردت أن أرسل يا أميرتي
بطاقة وردية
أكتب فيها كل ما أريد ..
عن ذالك الحب الذي يذبحني
ذبحا .. من الوريد للوريد ...
نخلت ، يا حبيبتي ، شوارع المدينة
مكتبة .. مكتبة ..
واجهة .. واجهة ..
زاوية .. زاوية..
لكنني فشلت في مهمتي
لأنهم في شعبة المباحث ..
ـ كما روى موظف في المكتبة ـ
قد صادروا كل البطاقات التي تباع في المدينة
و أرسلوها كلها لزوجة الرشيد ! ! ..
3 ـ
في عيد ( فالنتاين )
حاولت أن أكتب عن عينيك ، يا حبيبتي
قصيدة جديدة
ما كتبت يوما بتاريخ الأدب
حروفها من ذهب
زُنَّرُهَا من ذهب
سروالها من ذهب
و عندما فرغت من كتابتي
جاء رجال من لدى ( أبي لهب ) ! !
فاعتقلوا القصيدة ..
و أغلقوا بالشمع و الرصاص ..
علبة البريد ...
في عيد ( فالنتاين )
لا هاتف يرن في بلادنا
لا طائر يطير في سمائنا
لا قمر ..
يُرَشْرِشُ الحليب و الثلج على ثيابنا ..
لا كلمة جميلة ..
تغير العادي من كلامنا ..
لا امرأة ..
تُذَوِّبُ الصقيع في أيامنا
لا رُزْمَةً تُحَرِّكُ الفضول في أعماقنا
يحملها موزع البريد ... ـ
في عيد ( فالنتاين )
فكرت أن أستعمل الفرشاة و الألوان
في وصف ما أحسه ...
فكرت في رِنْوَارَ ، في مَاتِيسَ ، في سِيزَانَ ..
فكرت أن أفعل ما يفعله نيْسان ..
و ألحس القشطة عن رافعة النهدين ...
كما شفاه الموج تلحس الشطآن ! !
ـ 6 ـ
في عيد ( فالنتاين )
فكرت في إسبانيا
و حُزْنِنَا المخزون حتى الآن
في أعين الإسبان ! !
ـ7 ـ
في عيد ( فالنتاين )
فكرت في مدائن الحب التي أعرفها
فكرت في ( فنيسيا )
الجسد المغسول بالماء ، و الحب ، و الأحلام
فكرت في ( فلورنسا )
تلك التي قرأت في ساحاتها
قصائد الرخام ..
فكرت في باريس ..
في تاريخها المكتوب ب( الباغيت ) ..
و الجبنة .. و النبيذ .. و الأمطار
فكرت في ( إلزا ) .. و في عيونها ..
فكرت في ( رامبو ) .. و في ( إلوار )
كم يستطيع الحب في باريس
أن يغير الأقدار !