استيقظت عزة على جراحها تعتصر ألما وحرقة ...ربما أنساها المنام جراحها قليلا ، لكنها سرعان ما استعادت وعيها لتعود الى أحزانها والامها ... في الماضي كانت تستيظ صباحا وتسرع الى باحة البيت متنفسة ألف ليمونة ، وتذهب بها الاحلام بعيدا ... تتأمل بيارات البرتقال ويمتد بصرها بعيدا الى الحقول والسهول الخضراء... حيث كانت أحلامها وآمالها، لكنها الآن تستيقظ على الركام والحطام....
استيقظت ...في عينيها ملامح الانتصار... الغضب... التحدي وهي لاتنفك تتأمل أحلامها الضائعة... التي إنهارت فجأة وأصبحت تحت الركام...الآن أصبحت جنتها غابة من الألغام وكومة من الدمار ...مليئة بالدخان...تشتعل فيها النار...
عزة البريئة تتسأل ،لماذا عاثوا بأحلامي وآمالي... هنا في فناء البيت كان أخوتي أحبائي...وهناك كان جيراني...وضحكات الاطفال تتعالى في المكان، كانوا مثل الفراش زمن الحرب ..لايعرفون حتفهم
وموتهم ،وعلى الرصيف المقابل كان بائع السمك الذي تعود على اصطياده من بحر غزة...لماذا رحلتم وتركتموني وحيدا في فناء الدار، لكنها سرعان ما تذكرت هؤلاء الاطفال الصغار ...فسوف يخرجون من تحت الحطام ليشيّدوا أحلاما قادمة.