شجيرة البرتقال ـ قصة قصيرة ـ
أفاقت شجيرة البرتقال ذات صباح، ففوجئت بشجرة ايكاليبتوس مزروعة بجانبها، استغربت لكنها لم تعرها كثير اهتمام، ولكن سرعان ما نمت وتعاظمت هذه الشجرة،
الاديبة نبيهة راشد جبارين
حتى حجبت باغصانها وظلها الكثيف نور الشمس عنها، فحزنت البرتقالة في البداية، ولكنها تنبهت بأن الحزن لن يجديها نفعاً، وأن تبقى في الظل، لا ترى نور الشمس يعني الضعف ثم الفناء. فانتفضت وقالت بصوت عال وعزم وتصميم:
لا، لن استسلم للظل والضعف والفناء، سأبحث عن النور والقوة والحياة...
ودأبت شجيرة البرتقال على امتصاص الماء والغذاء من الأرض، واستمر نموها وهي تمد أغصانها الى الأعالي، والى الجوانب ،تزاحم أغصان الايكالبتوس حتى ارتفعت وبرزت من بينها وانطلقت الى الفضاء والى النور. ثم قالت وهي تمتلئ ثقة:
مهما كان الظل وارفاً ومحيطاً بي،فلن أعدم وسيلة لأنطلق دائما نحو النور لأنه وهج الحياة..!