من المؤسف أن تبلغ النرفزة حدّها مع حركة حماس فتطرد مراسلاً صحافياً
فلسطينياً من أرض فلسطينية ، وإذا كانت الحركة أدانت تصرّفات إسرائيل بمنع
المراسلين الصحافيين الغربيين من دخول غزّة لتغطية الحرب ، فإنّها تدين
نفسها أيضاً بطرد الزميل وائل عصام مراسل "العربية" الذي عرفناه صحافياً
يتحدّى الخطر في الحروب ، ومنها العراق والصومال وغزّة.
وقد تختلف
"العربية" سياسياً مع سياسات حركة حماس وهو أمر لا نؤيده ، ولنا في هذا
رأي مكتوب ، ولكنّ هذا لا يعني أن يُصبح مراسلوها مشبوهين يُعاملون
وكأنّهم عملاء للعدو ، ومن متابعة أسلوب الطرد وإلقاء الزميل عند معبر رفح
يمكن القول بصراحة إنّ حركة المقاومة الإسلامية تصرّفت بنزق وانفعالية
وخشونة لا تليق بحركة سياسية تقول إنّها تملك أكبر تمثيل للشعب الفلسطيني
، بل وتعلن أنّها ستقوم بتشكيل مرجعية جديدة له.
الأمر يليق ، إذن
، بميليشيا صغيرة تحكم حارة أو شارعاً في أيام فلّة حكم ، وهو يأتي ضمن
سلسلة تصرّفات تشي بأنّ إدارة فترة ما بعد الحرب فشلت في الارتقاء لمستوى
إدارة الحرب نفسها ، ومن الواضح أنّ حماس نفسها هي التي باتت بحاجة لتشكيل
مرجعية موحّدة لها ، في ظلّ تشرذم غير مفسّر ولا مبرّر في السياسات
والإجراءات.
حماس اكتسبت خلال الحرب شعبية كبيرة تجاوزت غزة والوطن
العربي لتصل إلى العالم ، ولكنّها تسحب كلّ هذه بتصرّفات رجالها ، ويبقى
أنّ تدارك القرار وإعادة وائل عصام إلى غزة أمر ضروري ، وإذا كان لنا أن
نضيف فالاعتذار له أمر ضروري أيضاً.لكاتب: باسم سكجها
ملاحظة: هذا المقال نقل عن موقع قناة العربية