في يوم من ايام سجني ذي السنة ونصف ،كنت متكئا على اريكتي في سجن النقب وكان قد مر علي اكثر من 16 شهرا،كنت افكر بالاحداث التي مررت بها وادت طبعا الى سجني 2سنة وضياع
3 سنوات من تعليمي الجامعي ،فقد كان هذا التفكير الذي اقضي معظم وقتي معه هناك في
الصحراء، حتى اتاني شيخ كبير في السن اعتقد بانه تجاوز الخمسين عاما وسالني عن حالي
ولماذا احمل كل هذا الهم فوق راسي فنظرت اليه ثم صححت جلستي وبادت الحديث،ومن ثم
اطرق الشيخ قليلا ثم ابتسم ،فاستفزني بابتسامته نظرا لما اعانيه من ضيق الحال ،فقال:يا بني
كم عمرك؟فقلت 21عاما فازدات ابتسامته فازداتت شدة غضبي ولكنه قال اهدء يا بني ،اتدرون
ماذا قال؟لقد قال بانه وفي مثل سني اعتقله جنود الاحتلال ومن ثم حكم عليه بالسجن 40 عاما
ومن ثم بدا يحدثني عن الحياة والامل والالم وعن قدر الله ثم اخذ يشتم الهواء النقي وقال:انظر الى
ما انعم الله علي من البصر والسمع والشم ثم قال يا بني عش الحياة بالعلم والعمل وبالكفاح وبالامل وبالالم وعش كل لحظة كأنها اخر لحظة في حياتك ،بعدها اصابتني نوبة شديدة من البكاء
وعلمت ان الله ما اخذ مني الا ليعطيني .
مع تحياتي.