همسة فلسطينية
من
الفاء تعلمنا " فلسفة الحياة " بكل متناقضاتها ، عرفنا بها أن الأوطان
ليست رمزاً فحسب بل هي الروح الحيَّة فينا ، تيقنا بأن الحياة لا ترسم
الأفراح لنا دوماً و للحزن بالوجود مكان .
من لامها صنعنا " لا " فعلى تلك الأرض الطاهرة لا سلام مع الشيطان ، لا مساومة على الوطن ، لا تنازل و لا استسلام .
السين ترجمت
لنا معنى " سرٌ إلهي " فنُخلق و عشق تلك الأرض رابض بصدورنا ، يحبها
الصغير و الكبير ، اللاجئ و المقيم ، عشقها عجزنا عن تفسيره ، فكأنه حليب
نرضعه من أمهاتنا في المهد ، سلمنا أخيراً ما هو إلا سر إلهي يُمنح لنا .
الطاء برونقها منحتها طهراً لا يُهتك ، فبقت العذراء رغم الاغتصاب ، و ظلت بنقاءٍ لا يشبهه شئ ولا أحد .
أما مع الياء
يولد طفلاً ، يحبو ، يكبر ، يشيخ و يظل يردد " فلسطين لنا و ستظل " ،
واللاجئ ممسكاً بمفتاحٍ ورثه " لن أبقى لاجئ سأعود " ، و نظل كلنا نصرخ
بصوتٍ واحد " فلسطين وطن الجميع ، فهبوا لنصرته " .
نونٌ تخاطبنا و تُخجلنا " نأكل و ننام " فأين حماة الأوطان ؟!!
" كل الناس لهم وطن يعيشون فيه ، إلا نحن لنا وطن يعيش فينا " ...